كوفي عنان ودوره في الأمم المتحده قبل رحيله أعلن صباح اليوم السبت عن وفاة كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، عن عمر ناهز 80 عاما، وذلك بإحدى مستشفيات سويسرا، حسبما أعلن مساعدوه.
وكان كوفي عنان هو أول أفريقي أسود يتولى هذا المنصب، كوفي عنان هو الأمين العام السابع للأمم المتحدة، حيث جاء فى منصبه خلفا لسلفه الأفريقي الدكتور بطرس غالي.
وقالت مؤسسة عنان، في بيان رسمي، إنه “رحل بسلام السبت، بعد فترة قصيرة من المرض وغير معروف “.
ولد كوفي عنان في كوماسي في غانا عام 1938 وتلقى دراسته في كوماسي ومينيسوتا وماساتشوستس وجنيف قبل أن ينضم للأمم المتحدة عام 1962 كإداري ومسؤول ميزانية في منظمة الصحة العالمية.
وعمل في المجلس الاقتصادي الدولي في افريقيا بأديس أبابا وقوات الطوارئ الدولية في الإسماعيلية في مصر ومكتب رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف ومقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث ترأس عمليات حفظ السلام.
وتولى عنان منصب الأمين العام للأمم المتحدة لفترتين، من عام 1997 إلى 2006، وحاز على جائزة نوبل للسلام نظير جهوده في الأعمال الإنسانية.
وشغل لاحقاً منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا في عام 2012 ليقود الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للصراع.
وأمضى عنان حياته المهنية بالكامل موظفا في الأمم المتحدة، بلغ ذروة النجاح في منتصف الطريق تقريبًا عندما تم منحه هو والأمم المتحدة جائزة نوبل للسلام عام 2001.
ووصفت مؤسسة كوفي عنان الراحل بأنه “كان رجل دولة عالميا، ملتزما بالقضايا الدولية، من أجل عالم أكثر عدلاً وسلاماً”.
وأضافت: “أينما كانت هناك معاناة أو حاجة، كان يمد يده إلى كثيرين بعطفه العميق. ودون أن يفكر في نفسه، وضع الآخرين في المقام الأول، لذلك كان كل ما قام به مشبعا باللطف الحقيقي والدفء والذكاء”.
وكان الدبلوماسي كوفي عنان والذي كان غاني الأصل يعيش في جنيف، في السنوات الأخيرة.
وحاز كوفي عنان على جائزة نوبل للسلام عام 2001، لدوره في إعادة إحياء المنظمة الدولية، في وقت شهد الحرب الأمريكية على العراق، وانتشار وباء نقص المناعة البشرية (الإيدز).
![anan](https://www.khoolasa.com/wp-content/uploads/2018/08/anan-300x150.jpg)
ووصفت أهم إنجازات كوفي عنان بأنها الأهداف الإنمائية للألفية، التي وضعت لأول مرة أهدافا عالمية يتعين تحقيقها، بشأن قضايا مثل الفقر وارتفاع معدل وفيات الأطفال.
وكان الإصلاح مشروع عنان الرئيسي في الأمم المتحدة وقد ضغط لفرض فلسفة التدخل، فالأمم المتحدة فوق سيادة الدول عند الضرورة لحماية المدنيين من الحروب والمذابح.
وعين لجنة حكماء لصياغة تقرير أقر دور الأمم المتحدة عندما تفشل دولة في حماية مواطنيها.
وفي سبتمبر/أيلول عام 2005 أقر إعلان الأمم المتحدة أن على كل حكومة حماية مواطنيها من الإبادة والقتل الجماعي وانتهاكات حقوق الإنسان.
ولعل إرساء هذا المبدأ هو أهم إرث تركه عنان، وفي عام 2006 ترك عنان كرسي الأمانة العامة وشغل لاحقاً منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ليقود الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للصراع.
ويلوم منتقدون عنان، على فشله في وقف المذابح العرقية في رواندا، في التسعينيات من القرن الماضي، حينما كان رئيسا لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وفي وقت لاحق، وبعد الغزو الأمريكي للعراق، اتُهم عنان وولده بالضلوع في “فضيحة النفط مقابل الغذاء”، ودعاه البعض للاستقالة من منصبه، لكن تم تبرئته لاحقا.
وفي مقابلة مع برنامج “هارد توك” على بي بي سي، بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده الثمانين، أقر عنان بالقصور الذي يعتري الأمم المتحدة، قائلا إنه “يمكن تطويرها، وإنها لا تعمل كما ينبغي تماما، لكن إذا لم تكن موجودة، كان يجب علينا إنشاؤها”.
وأضاف: “أنا متفائل عنيد، لقد ولدت متفائلا وسأبقى كذلك”.
وتصدر أنتونيو غوتيريش، الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، قائمة من نعوا عنان، ووصفه بأنه “قوة مرشدة للخير”.
وقال غوتيريش في بيان: “بطرق عديدة كان كوفي عنان هو الأمم المتحدة. لقد صعد عبر الصفوف، ليقود المنظمة إلى الألفية الجديدة، بعزة وتصميم لا مثيل لهما”.
وحتى خارج المنصب، لم يغادر عنان مطلقًا مدار الأمم المتحدة. وعاد ليلعب أدوارا خاصة، بما في ذلك المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى سوريا عام 2012. وظل مناصرا قويا للقضايا العالمية من خلال مؤسسته التي تحمل اسمه.
للمزيد تابع: أخبار العالم.
0 Comments