نيوم مدينة سياحية تليق بخادم الحرمين الشريفين
قام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بزيارة هذه الأيام إلى مدينة نيوم لقضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام بمنزلة، وتعتبر هذه الرسالة هي أقوى رسالة وأقوى دعم يمكن تقديمه إلى قطاع السياحة الداخلية للمملكة العربية السعودية فضلا عما حملته الزيارة من رسالة ذات مدلول هام يستهدف الداخل والخارج معا ومضمون هذه الرسالة أن مستقبل السعودية في السياحة الداخلية مشرق ومزدهر إلى أقصى حد. وأن قطاع السياحة فيها لا يقل أهمية عن أشهر البلدان السياحية على مستوى العالم.
ورغم أن نيومالتي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل نحو سنة في إطار مشروع سياحي عالمي ضخم لم تكتمل بعد، إلا أن توجه خادم الحرمين الشريفين إليها للاستجمام والترفيه يؤكد أن اختيار هذه المدينة دون سواها لاحتضان المشروع جاء بعد دراسات وتأكيدات بأن “نيوم” مدينة غير تقليدية، وأنها تتمتع بموقع استراتيجي مهم، ومواصفات سياحية ومناخية مغايرة؛ وبالتالي تستحق أن تكون وجهة ترفيه المواطنين والأجانب.
ويرى المختصون أن قضاء خادم الحرمين الشريفين ملك البلاد وقتًا في هذه المدينة يعزز مكانة المشروع، ويعلي من قدرته على المديَيْن القصير والبعيد، فضلاً عن تعزيز الجدوى الاقتصادي له عندما يرى النور.
– مدينة نيوم:
وتمتاز مدينة نيوم بالمناخ المعتدل، والتضاريس المتنوعة وتتميز المنطقة بأنها أبرد من باقي المناطق المحيطة بها والعواصم الخليجية بعشر درجات بالمتوسط. وسيكون مشروع نيوم وجهة سياحية مثالية للذين يبحثون عن الطقس المعتدل والجو المشمس.
تتمتع المنطقة أيضا بهبوب رياح باردة قادمة من البحر الأحمر مع مناظر خلابة تطل عليه وعلى خليج العقبة حيث يحتضن نيوم شواطئ بمساحة أكثر من 460 كيلومترا من السواحل، والعديد من الجزر الخلابة التي تبشر بعدد كبير من المنتجعات الفخمة.
ويقع المشروع بين ثلاث دول هي(السعودية ومصر والأردن) وهو ما يساعد على سرعة الوصول إليه، فمن أبعد نقطة يمكن أخذ رحلة والوصول خلال ثماني ساعات طيران.
ومن المتوقع أن يستقطب المشروع سياحا من جميع بقاع العالم، وسيكون موطنا لـ 1.4 مليون شخص، كما أنه يشجع المواطنين على السياحة الداخلية.
وعلى غير العادة، تطاير خبر زيارة خادم الحرمين الشريفين لـ مدينة نيوم إلى وكالات الأنباء العالمية، التي رأت أن هذه الزيارة تحمل بشكل غير مباشر رسالتين:
1- الأولى إلى العالم بأن مدينة نيوم وغيرها من المدن السعودية تمتلك مقومات سياحية مميزة، وأن هذه المدن ما زالت بكرا، ولا بد من ضخ استثمارات فيها حتى تنافس أفضل المدن السياحية في العالم.
2- والرسالة الثانية إلى المواطن بأن عليه أن يوجه بوصلة رحلاته السياحية إلى الداخل، وكفى ما تم إنفاقه على السياحة الخارجية طيلة العقود الماضية.
ولطالما دعا مختصون إلى تنمية السياحة الداخلية في السعودية، لتكون بديلا عن السياحة الخارجية التي استنزفت نحو 580.7 مليار ريال خلال آخر 10 أعوام، بحسب مؤسسة النقد العربي السعودي. ورغم الدعوات والبرامج السياحية التي كانت تنظمها مناطق السعودية للتشجيع على السياحة الداخلية إلا أن الثمار المحققة على أرض الواقع لم تكن مشجعة على الإطلاق، ما دعا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تطوير قطاع الترفيه بمشاريع نوعية، كانت حديث العالم بأكمله على مدى الفترة الماضية. ويأتي على رأس هذه المشاريع بالطبع مشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر.
ولا يستبعد الكثيرون أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مدينة نيوم بداية عهد جديد مع تنمية السياحة الداخلية، والحد من رحلات السياحة الخارجية. ولن تمر فترة كبيرة إلا وستكون نيوم وجهة رئيسية لآلاف الأسر السعودية والمقيمة، فضلا عن السياح الذين يتوافدون على السعودية من دول الخليج وغيرها. وستشهد المنطقة حركة متسارعة لإنجاز المشروع العملاق في موعده. وحتى يكتمل المشروع سيتواصل العمل على إقامة عدد من المنشآت السياحية لاستقبال السياح.
وعلى غرار أن نيوم والبحر الأحمر تبدو السعودية مترامية الأطراف مليئة بالمواقع والأماكن التي تتمتع بمميزات سياحية وترفيهية عالمية.. ولا تنتظر هذه الأماكن سوى مَن يكتشفها، ويضعها على الطريق الصحيح. وهذا ما عكفت عليه رؤية السعودية 2030.
ومن المنتظر أن يتم قريبا إعلان مشاريع مماثلة في عدد من مناطق السعودية التي تتميز بوجود اختلاف كبير في درجات الحرارة بين الاعتدال والبرودة والحرارة الشديدة.
ويؤكد هذا المشهد أن السعودية تسير على الطريق الصحيح في قطاع السياحة والترفيه باتباع أحدث الطرق ومن المقرر أن تنعكس إيجابيات القطاع على الدخل القومي للمملكة، خاصة عندما تصبح خدماته عالمية المستوى، وجاذبة للأفواج السياحية من أنحاء العالم.
تابع: أخبار السعودية.
0 Comments