ابن سينا بين الطب والفلسفة

ابن سينا هو(على الحسين بن عبد الله بن الحسن بن على بن سينا) ولد يوم الثاني والعشرين من أغسطس سنة 370 هجرية، 980 ميلادي في قرية أفشنة بالقرب من بخارى (فى أوزبكستان حاليًا) من أب من مدينة بلخ (فى أفغانستان حاليًا) وأم قروية، وتوفى في همدان “إيران حاليا” يوم 21 يونيو سنة 427 هجرية 1037 ميلادي، هو عالم وطبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما.

وبدأ بدراسة العلوم حيث حفظ القرآن بأكمله وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وتلقى علوم الفقه والأدب والفلسفة والطب وكان متميز بمواهبه الفذة وعبقريته في تعلم القرآن والأدب وهو ابن عشر سنين وتعلم حساب الهند .

لقب من الغرب “بأمير الأطباء” ، وعرف باسم الشيخ الرئيس، وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى، قام بتأليف مائتي كتابا في مواضيع مختلفة، كان العديد منها منصب على الفلسفة والطب.

واليوم يحتفل جوجل محرك البحث الأشهر في العالم بالذكرى ال1038 لميلاد ابن سينا العالم المسلم.

–        الفكر الفلسفي لابن سينا:

وكان الفكر الفلسفى لأبى على ابن سينا امتداد لفكر الفارابي، حيث أخذ عن الفارابي فلسفته الطبيعية أي تصوره للموجودات وتصوره للوجود وأخذ منه على الأخص نظرية الصدور وطور نظرية النفس، كما صاغ برهان الصديقين الشهير فى إثبات وجود الله، وقد كُفر “ابن سينا”، بسبب أفكاره هذه من عدد كبير من معارضيه وعلى رأسهم الغزالى فى كتابه “المنقذ من الضلال” وكفر أيضا الفارابى.

ويدعى مخالفوه أنه كان يقول بنفس المبادئ التي كان الفارابى ينادي بها بأن العالم قديم أزلي وغير مخلوق، وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات ونفى أن الأجسام تقوم مع الأرواح فى يوم القيامة. (استغفرالله).

وأكد نفس المعلومات ابن كثير فى كتابه “البداية والنهاية”، كما قال ابن العماد الحنبلي في “شذرات الذهب”، أن كتاب ابن سينا “الشفاء” قد اشتمل على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين أما ابن تيمية أكد أنه كان من الإسماعيلية.

ومن الذين اتهموا ابن سينا بالكفر:

•    ابن تيمية فى كتابه “الرد على المنطقيين” والذى قال عنه: “وابن سينا تكلم فى أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم فيها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولابلغتها علومهم، فإنه استفادها من المسلمين وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى المسلمين بالإسماعيلية، وكان أهل بيته من أهل دعوتهم، من اتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته واتباعه معروفين عند المسلمين بالإلحاد أحسن ما يظهرون دين الرفض وهم فى الباطن يبطنون الكفر المحض”. ثم قال “والمقصود هنا أن ابن سينا أخبر عن نفسه أن أهل بيته أباه وأخاه، كانوا من هؤلاء الملاحدة، وأنه إنما اشتغل بالفلسفة بسبب ذلك”.
•    كما قال عنه الذهبى فى “سير أعلام النبلاء”، له كتاب الشفاء وغيره وأشياء لا تحتمل.
•    وقال ابن القيم فى (إغاثة اللهفان)، “وأما هذا الذى يوجد فى كتب المتأخرين من حكاية مذهبه (أرسطو)، فإنما هو من وضع ابن سينا، فإنه قرب مذهب سلفه الملاحدة من دين الإسلام بجهده وغاية ما أمكنه أن قربه من أقوال الجهمية الغالين في التجهم فهم في غلوهم في تعطيلهم ونفيهم أسد مذهباً وأصح قولاً من هؤلاء”.

•    دور ابن سينا في الطب:

•    يعد ابن سينا من أوائل الذين كتبوا عن الطب في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس.

•    ومن أشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب، وكان كتابه (القانون في الطب) المرجع الأساسي في تعليم هذا الفن حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوروبا بأكملها.

•    يعد ابن سينا أيضا أول من وصف التهاب السحايا الأولى وصفا صحيحا، ووصف أسباب اليرقان، ووصف أعراض حصوات المثانة، وانتبه كذلك إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء من كثير من الأمراض.

استطاع أن يرصد ابن سينا مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة، يوم 10 جمادى الآخرعام 423 هـ(1032 م)، وهو ما أقره الفلكي الإنجليزي “جير مياروكس” في القرن السابع عشر ميلاديا.

للمزيد تابع: أخبار الناس.